الين الياباني يتماسك بدعم من توقعات رفع الفائدة واحتمالات تدخل السلطات
شهد الين الياباني تحسنًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الاثنين، بعد التراجع الحاد الذي سجله في نهاية الأسبوع الماضي، مدعومًا بترقب الأسواق لتوجهات السياسة النقدية في اليابان، إلى جانب تنامي احتمالات تدخل السلطات اليابانية لدعم العملة في حال حدوث تحركات مفرطة في سوق الصرف.
أداء الين في سوق العملات
- ارتفع الين بنسبة 0.3% ليسجل نحو 156.14 ين للدولار، بعد أن كان قد تراجع بنحو 0.5% في جلسة الجمعة الماضية. وفي المقابل، جرى تداول العملة اليابانية عند مستوى 105.02 ين مقابل الدولار الأسترالي، بالقرب من أدنى مستوى لها في 17 شهرًا.
- ويعكس هذا الأداء حالة من التوازن الحذر في الأسواق، في ظل استمرار الضغوط على الين، مقابل الدعم المعنوي الناتج عن تصريحات المسؤولين اليابانيين بشأن استعدادهم للتدخل إذا لزم الأمر.
السياسة النقدية لبنك اليابان
- أظهر ملخص آراء المشاركين في أحدث اجتماع للسياسة النقدية ببنك اليابان أن صناع القرار ناقشوا الحاجة إلى مواصلة رفع أسعار الفائدة، في ظل بقاء السياسة النقدية عند مستويات توسعية نسبيًا.
- وكان بنك اليابان قد رفع سعر الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى 0.75%، وهو أعلى مستوى منذ نحو 30 عامًا، بعد أن كان عند 0.5%، فيما أشار عدد من أعضاء مجلس السياسة إلى أن المزيد من الزيادات قد تكون ضرورية خلال الفترة المقبلة.
تصريحات رسمية ودعم محتمل للعملة
- أكدت وزيرة المالية اليابانية ساتسوكي كاتاياما أن السلطات تحتفظ بحرية التحرك للتعامل مع التحركات المفرطة في سعر صرف الين، وهو ما فسره المستثمرون على أنه تحذير ضمني من تدخل محتمل في سوق العملات.
- وأوضح بارت واكاباياشي، مدير فرع طوكيو في «ستيت ستريت»، أن هذه التحذيرات ساهمت في دعم الين أمام الدولار، رغم استمرار النظرة السلبية للعملة اليابانية عند مقارنتها ببعض العملات الأخرى.
تحركات العملات العالمية
- استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات، عند 98.03 نقطة، دون تغير يُذكر. كما استقر اليورو عند مستوى 1.1770 دولار، بدعم من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
- في المقابل، تراجع الجنيه الإسترليني بشكل طفيف إلى 1.3491 دولار، بينما استقر الدولار الأسترالي عند 0.6717 دولار أميركي، وتراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.2% إلى 0.582 دولار.
يعكس الأداء الحالي للين الياباني حالة من الترقب في الأسواق، حيث يتوازن الضغط الناتج عن الفجوة في أسعار الفائدة مع الولايات المتحدة مع التوقعات بمزيد من التشديد النقدي في اليابان. كما يظل احتمال تدخل السلطات عامل دعم نفسي مهم للعملة، خاصة في حال اقترابها من مستويات تاريخية حساسة.
يتحرك الين الياباني في مسار حذر، مدعومًا بتوقعات رفع الفائدة واحتمالات تدخل السلطات، إلا أن استدامة هذا التحسن تبقى مرهونة بخطوات بنك اليابان المقبلة وتطورات السياسة النقدية العالمية، خصوصًا في الولايات المتحدة.
