تراجع الدولار عالميا قبيل قرار الفائدة الأمريكية


يشهد الدولار الأمريكي حالة من الاستقرار قرب أدنى مستوياته في أربع سنوات أمام اليورو خلال تداولات اليوم الأربعاء، في ظل ترقب الأسواق لقرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة؛ حيث يأتي هذا الترقب في وقت يتوقع فيه المستثمرون خفضا شبه مؤكد بمقدار 25 نقطة أساس، مع تركيز خاص على ما قد يحمله خطاب رئيس الفدرالي جيروم باول من إشارات حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

الأنظار موجهة أيضا إلى ما إذا كان صانعو القرار قد ناقشوا خفضا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، وهو خيار قد يثير مزيدا من الجدل بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي، خاصة مع استمرار الضغوط السياسية التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب لدفع الاقتصاد نحو مزيد من التيسير النقدي.
في أسواق العملات، استقر اليورو عند مستوى 1.1858 دولارا، ليظل قريبا من أعلى مستوى له في أربع سنوات البالغ 1.18785 دولارا الذي تم تسجيله في جلسة الأمس.
كما حافظ الجنيه الاسترليني على استقراره عند 1.3649 دولارا، مقتربا من أعلى مستوى له في نحو شهرين ونصف.
أما مؤشر الدولار، والذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، فقد سجل 96.686 نقطة، ليستقر بالقرب من أدنى مستوياته منذ مطلع يوليو/تموز.
وتظهر هذه المستويات مدى الضغط الواقع على العملة الأمريكية بفعل توقعات خفض الفائدة واستمرار الميل العام نحو التيسير النقدي.
وتترقب الأسواق باهتمام ما سيسفر عنه قرار الفدرالي الأمريكي، ليس فقط بشأن حجم الخفض في أسعار الفائدة، بل أيضا من حيث التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية؛ ففي حال الاكتفاء بخفض تقليدي بمقدار 25 نقطة أساس، سينظر إليه كخطوة ضمن مسار تدريجي نحو التيسير، أما في حال اتخاذ قرار بخفض أعمق بمقدار 50 نقطة أساس، فقد يشكل ذلك صدمة للأسواق ويعيد تشكيل توقعات المستثمرين بشأن مسار الدولار خلال الفترة المقبلة.