تأثير بيئة العمل على الرضا الوظيفى والانتاجية
هل عند البحث عن وظيفة او فرصة عمل فى اى مؤسسة هل نفكر فى المرتب والمزايا المادية ام نفكر فى بيئة العمل وثقافة المنظمة التى تناسب احتياجاتنا وقدراتنا وطريقة تفكيرنا ؟؟ قديما كانت المزايا المادية هى العامل الاساسى فى القرار الا أنه حاليا اصبحت بيئة العمل وثقافة المنظمة عوامل مهمة جدا فى هذا القرار .

هل مستوى الانتاجية فى المؤسسات لها علاقة ببيئة العمل داخل هذه المؤسسات ولماذا توجد مؤسسات كبيرة حققت اعلى مستويات الانتاجية ومؤسسات أخرى مشابهة فى الامكانيات حققت مستويات أقل فى الانتاجية ؟؟؟ اعتقد أن هذا الاختلاف فى مستويات الانتاجية يرجع الى عوامل أهمها بيئة العمل فى كلتا المؤسستين والتى قد تكون داعمة فى الاولى وليست كذلك فى الثانية . ولأهمية بيئة العمل فى تحقيق رضا وظيفى يؤدى بالتبعية الى تعزيز مستويات الانتاجية وتحقيق أهداف المؤسسة سأتعرض الى هذا الموضوع ببعض التفصيل على النحو التالى :
بيئة العمل فى المؤسسات
تعتبر بيئة العمل أحد أهم العوامل التي تؤثر على أداء الموظفين ودرجة رضاهم الوظيفى فهي تساهم في زيادة الإنتاجية كما أن الموظفين في بيئة عمل صحية يتمتعون بتركيز أفضل وقدرة أعلى على تنفيذ المهام بدقة وقدرة أعلى على التكيف مع التحديات مما يؤدى الى تحقيق الأهداف بكفاءة مما يعود بالنفع على المؤسسة ككل . وبيئة العمل تشمل كل ما يحيط بالعاملين من ظروف مادية ونفسية واجتماعية.
عوامل تحسين بيئة العمل
ثفافة المؤسسة : هى مجموعة من القيم والمبادئ والسياسات التي تعكس رؤية المؤسسة وأهدافها وتُعتبر ثقافة المؤسسة أداة فعالة في تحسين بيئة العمل وتحفيز الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم.
- ثفافة المؤسسة التي تعزز الثقة بين الإدارة والموظفين تسهم في تحسين العلاقة بين الطرفين.
- عندما يدرك الموظفون أن القيم التنظيمية تتماشى مع احتياجاتهم وتطلعاتهم يشعرون بمزيد من الالتزام تجاه المؤسسة مما يؤدي إلى تقليل معدلات الاستقالات وزيادة الاستقرار الوظيفي.
- تعمل ثفافة المؤسسة كجسر بين أهداف المؤسسة وعملياتها اليومية من خلال غرس قيم مثل الابتكار، المسؤولية، والمرونة، يتمكن الموظفون من أداء أدوارهم بطريقة تدعم تحقيق الرؤية العامة للمؤسسة.
- ثفافة المؤسسة القوية تُسهّل على المؤسسة وموظفيها التكيف مع التغيرات في بيئة العمل أو السوق. من خلال تعزيز قيم التعلم المستمر والانفتاح على التغيير، يمكن للموظفين مواجهة التحديات بثقة.
التواصل في بيئة العمل : التواصل الجيد بين الموظفين يسهم في تعزيز التفاهم وتقليل النزاعات وتحقيق التعاون المطلوب لإنجاز المهام. يمكن تحسين التواصل من خلال:
- الاجتماعات الدورية: تعمل الاجتماعات على إبقاء الموظفين على اطلاع بأهداف الشركة وتطورات المشاريع.
- التشجيع على التعبير عن الآراء: عندما يتمكن الموظفون من طرح أفكارهم بحرية، فإن ذلك يعزز الثقة والانفتاح داخل الفريق.
- استخدام أدوات التواصل الحديثة: في الوقت الحالي، توفر التكنولوجيا وسائل سهلة وسريعة للتواصل، مثل البريد الإلكتروني والمنصات الرقمية.
- تشجيع الإبداع والابتكار : تخصيص وقت ومساحات للابتكار يعزز من رغبة الموظفين في الإبداع وتقديم أفكار جديدة.
تحسين العلاقات بين الزملاء : العلاقات بين الزملاء تلعب دورًا هامًا في تحقيق بيئة عمل متناغمة، حيث تُعتبر العلاقات الجيدة بين الموظفين دافعًا لتحسين الأداء وتخفيض مستويات التوتر. بيئة العمل التي تُشجع على العلاقات الإيجابية تدعم التعاون وتقلل من النزاعات، وتزيد من شعور الأفراد بالدعم. يمكن تحسين العلاقات من خلال إقامة فعاليات جماعية خارج أوقات العمل، وإتاحة الفرص لتبادل الأفكار بين الأقسام المختلفة مما يقوي الروابط ويعزز من روح العمل الجماعي.
توفير بيئة خالية من التمييز والعنصرية يعزز الشعور بالأمان والانتماء : هذا العامل من أهم واخطر العوامل تاثيرا على بيئة العمل حيث ان وجود حالات تمييز بين الموظفين سواء فى المعاملة المادية أو الترقيات أو أى نوع من انواع التمييز يخلق بيئة خانقة غير مستقرة حيث تسبب حالات التمييز وجود حالة تذمر واحتقان عند باقى الموظفين بما يؤثر سلبا على حالة الاستقرار والسلام النفسى عندهم مما يؤدى الى ضعف الانتاجية وارتفاع معدل الدوران الوظيفى .
تحقيق التوازن بين العمل والحياة : يساهم هذا التوازن في تقليل مستويات الإجهاد وتحقيق الراحة النفسية التي تمكنهم من تقديم أداء أفضل في العمل. لتحسين التوازن، يمكن للشركات أن تمنح الموظفين مرونة في العمل من المنزل، وتوفير إجازات منتظمة، وتشجيع الموظفين على استغلال أوقاتهم الخاصة للاسترخاء والاهتمام بعائلاتهم.
التصميم الجيد لمكان العمل : يتضمن التصميم الجيد توفير مساحات مناسبة للعمل الفردي والجماعي مع الاهتمام بالتهوية والإضاءة والمقاعد المريحة. عندما يشعر الموظفون بالراحة في بيئة العمل، يزيد تركيزهم وحماسهم لأداء المهام. كما يسهم تخصيص مساحات للاسترخاء وأخرى للتفاعل الاجتماعي بين الزملاء في تحسين البيئة العامة وجعلها أكثر جاذبية.
إدارة الضغوط في العمل : التعرض للضغوط في العمل أمر لا مفر منه، ولكن من المهم إدارة الضغوط في العمل بفعالية للحفاظ على بيئة عمل صحية. يمكن للإدارة توفير برامج دعم تساعد الموظفين على التعامل مع الضغوط من خلال:
- يساعد توفير مستشار نفسي للموظفين على تجاوز الأزمات التي قد تؤثر على أدائهم.
- إقامة ورش عمل للتعامل مع الضغوط للمساعدة فى تعلم استراتيجيات التعامل مع التوتر بفعالية.
- تشجيع الموظفين على أخذ استراحات قصيرة خلال العمل يساعد في تجديد نشاطهم وتقليل الإجهاد.
تحفيز الموظفين : تحفيز الموظفين هو من أساسيات تحسين بيئة العمل حيث يشعر الموظفون بالرضا والولاء عندما يشعرون بالتقدير من قبل الإدارة. يمكن أن يكون التحفيز ماديًا كالمكافآت والحوافز المالية أو معنويًا من خلال التقدير العلني للإنجازات. التحفيز يشجع الموظفين على بذل قصارى جهدهم ويزيد من التزامهم بالعمل الجماعي لتحقيق أهداف المؤسسة .