"كورونا" يعمق خسائر أكبر 6 بنوك أمريكية في أول 3 شهور من 2020

سجلت البنوك الأمريكية الكبري انخفاضاً حاداً في الأرباح بفعل تفشي وباء الفيروس التاجي المستجد COVID - 19، حيث أثر تفشي الفيروس بشكل كبير على ما يقرب من كل جانب من جوانب الحياة المالية الأميركية، من الاستثمار ومدخرات التقاعد وبطاقات الائتمان والرهون العقارية، في الوقت نفسه الذي تقوم البنوك فيه بتحويل المليارات إلى احتياطياتها لتغطية القروض المعدومة في المستقبل.

وقد تجاوزت خسائر أسهم البنوك خسائر السوق هذا العام، فقد انخفضت أسهم جي بي مورجان بأكثر من 30%، وانخفضت أسهم ويلز فارجو بنحو 42%، وانخفض سهم سيتي جروب بنسبة 43%، بالإضافة إلي سهم بنك أوف أمريكا الذي سجل انخفاضاً قدره 33%.

مورجان ستانلي

انخفضت أرباح مورجان ستانلي بنسبة 30% في الربع الأول إلى 1.7 مليار دولار، بعد أن كانت 2.4 مليار دولار قبل عام، وكان المحللون يتوقعون أرباحاً بنحو 1.89 مليار دولار.

وقال الرئيس التنفيذي للبنك، جيمس جورمان، في بيان: "خلال الشهرين الماضيين، شهدنا المزيد من تقلبات السوق وعدم اليقين والقلق نتيجة لتداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد المدمرة أكثر من أي وقت مضى منذ الأزمة المالية".

وعلى غرار البنوك الأخرى، كان أداء الأعمال التجارية لمورجان ستانلي جيداً في الربع الماضي، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 30% لتصل إلى 4.9 مليار دولار.

سيتي جروب

شهدت سيتي جروب انخفاض أرباحها في الربع الأخير مع بدء أزمة الفيروس التاجي في الخسائر الاقتصادية: فقد انخفضت إلى 2.52 مليار دولار، بانخفاض 46% عن العام الماضي. كما عزز البنك احتياطياته من القروض بنحو 5 مليارات دولار للتحضير لموجة من التخلف عن سداد القروض.

وقال مايكل كوربات، الرئيس التنفيذي لسيتي جروب، في بيان: "تأثرت أرباحنا في الربع الأول بشكل كبير بوباء كوفيد – 19، مضيفاً إن التوقعات الاقتصادية المتدهورة والانتقال إلى معيار الخسارة الائتمانية المتوقعة الحالي الجديد (CECL) تسبب في بناء احتياطيات كبيرة من خسائر القروض".

جولدمان ساكس

وانخفضت أرباح بنك وول ستريت العملاق بنسبة 46% في الربع الماضي إلى 1.21 مليار دولار، من 2.25 مليار دولار في العام الماضي، وكان المحللون يتوقعون 1.4 مليار دولار، ومع ذلك، شهدت أعمال شراء السندات في جولدمان أفضل نتائجها في 5 سنوات، وفقا لشبكة سي إن بي سي.

بنك أوف أمريكا

وشهد بنك أوف أميركا انخفاض أرباحه في الربع الأول بنسبة 45% إلى 4 مليارات دولار، أو 40 سنتاً للسهم، وكان المحللون يتوقعون ارباحا تبلغ حوالى 46 سنتا للسهم، وخصص البنك 3.6 مليار دولار لدعم الاحتياطي من خسائر القروض.

وكان الذراع التجارية للبنك هو القسم الوحيد الذي حقق زيادة في الأرباح، فقد حقق 1.48 مليار دولار في الربع الأخير، وهو ما يشكل عثرة بنسبة 33% مع ارتفاع تقلبات السوق.

جي بي مورجان

جي بي مورجان - أكبر بنك في وول ستريت - سجل انخفاضا كبيرا في أرباحه في الربع الأول، حيث حقق 2.87 مليار دولار، أي أقل بنسبة 69% عن العام الماضي، بعد أن خصص 6.8 مليار دولار لاحتياطياته الائتمانية.

وانخفضت إيرادات البنك في الربع الأول إلى 29.1 مليار دولار، وهو ما يقل قليلاً عن توقعات وول ستريت البالغة 29.67 مليار دولار وأقل من عام واحد بنسبة 3%، ومع ارتفاع تقلبات السوق إلى مستويات غير مسبوقة، ارتفعت إيرادات الأعمال التجارية لـ "جي بي مورجان" بنسبة 32% لتصل إلى 7.2 مليار دولار.

وقالت المدير المالي لبنك جي بي مورجان، جينيفر بيبززاك، إن البنك سجل أكثر من 300 ألف طلب للحصول على قروض طارئة كجزء من برنامج حماية الرواتب، بإجمالي 37 مليار دولار، وأضافت أن البنك صرف بالفعل 9.3 مليار دولار للشركات الصغيرة.

وكتب جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لـ "جي بي مورجان" في رسالته السنوية إلى المساهمين في وقت سابق من هذا الشهر، "لا نعرف بالضبط ما الذي سيتحمله المستقبل، ولكن على الأقل، نفترض أنه سيشمل ركوداً سيئاً مقترناً بنوع من الإجهاد المالي شبيه بالأزمة المالية العالمية في عام 2008".

ويلز فارجو

انخفض صافي دخل ويلز فارجو بنسبة 90 %، حيث أدى التأثير الاقتصادي لانتشار كورونا إلى زيادة “غير مسبوقة” في احتياطيات خسائر القروض وكذلك عمليات الشطب في محفظة الأوراق المالية للبنك، حسبما أفادت صحيفة فاينتشيال تايمز.

وجاءت نتائج الربع الأول البالغة 653 مليون دولار بعد زيادة احتياطيات الخسائر بمقدار 3.1 مليار دولار وخفض قيمة الأوراق المالية بمقدار 950 مليون دولار وبلغت ربحية السهم الواحد سنتًا أقل بكثير من 33 سنتًا التي توقعها محللو وول ستريت، وبلغت الضربة الناتجة عن زيادة الاحتياطي وعمليات الشطب 73 سنتًا للسهم.

وقال كبير المسؤولين الماليين جون شروزبري أنه على الرغم من آثار الوباء ، استمر البنك في رؤية نشاط كبير للعملاء. وأضاف: “نمت القروض التجارية بمقدار 52 مليار دولار ، وزادت الودائع بمقدار 54 مليار دولار ، وأنشأنا 48 مليار دولار من قروض الرهن العقاري السكنية ، وجمعنا 47 مليار دولار من رأسمال الديون لعملائنا”.

وأشار البنك إلى أنه في شهر مارس وحده ، سحب العملاء التجاريون 80 مليار دولار من خطوط الائتمان الخاصة بهم.

وقال جون شروزبيري، المدير المالي لويلز فارجو، في بيان: "تأثرت نتائجنا ببناء احتياطي بقيمة 3.1 مليار دولار، مما يعكس التأثير المتوقع لهذه الأوقات غير المسبوقة على عملائنا".

وفي سياق متصل، أعلن الاحتياطي الفيدرالي، في تقرير له، اليوم الخميس، أن الاقتصاد الأميركي "انكمش بشكل حاد وفجائي" في جميع مناطق الولايات المتحدة من جراء تدابير الإغلاق المفروضة، لمكافحة تفشي جائحة كوفيد- 19.

وأوضح البنك المركزي الأميركي في تقريره الدوري حول الظروف الاقتصادية الراهنة، أن الشركات في جميع المناطق أفادت عن "توقعات غامضة للغاية"، مشيراً إلى "توقع الغالبية أن تسوء الظروف أكثر في الأشهر المقبلة".

وذكر التقرير مؤشرات مبكرة للاضطراب الذي يصيب الاقتصاد الأميركي مع إجبار المصانع والمحلات والمطاعم على إغلاق أبوابها، متوقعاً ان يتم علي المدى القريب تشير إلى خفض إضافي في الوظائف في الأشهر المقبلة.

وقال تقرير الاحتياطي الفيدرالي إن الصناعات الأكثر تضرراً بسبب اجراءات التباعد الاجتماعي والإغلاق هي مؤسسات الترفيه والاستجمام وتجارة التجزئة باستثناء السلع الأساسية.

وأبلغت معظم مناطق الاحتياطي الفيدرالي الـ12 عن انخفاض في التصنيع أيضاً، ورغم أن قطاعي الغذاء والدواء شهدا ازديادا في الطلب إلا أنهما واجها تأخراً في الإنتاج بسبب إجراءات العزل وتعطل سلاسل الإمداد.