الدولار يواصل التفوق أمام الإسترليني والين وسط ترقب حاسم لقرارات البنوك المركزية
حافظ الدولار الأميركي على مكاسبه أمام العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم الخميس، في ظل حالة من الترقب الشديد في الأسواق العالمية لقرارات عدد من البنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها بنك إنجلترا، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك اليابان. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التوقعات بتغيرات مهمة في مسار السياسة النقدية، مدفوعة ببيانات تضخم متفاوتة بين الاقتصادات الكبرى.
أداء الدولار والعملات الرئيسية
استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسية، عند مستوى 98.35 نقطة، بعد ارتفاعه بنسبة 0.2% في الجلسة السابقة، ما يعكس تمسك الدولار بمكاسبه وسط حالة الحذر في الأسواق.
وشهد الجنيه الإسترليني تراجعًا ملحوظًا في أعقاب صدور بيانات تضخم أضعف من المتوقع في المملكة المتحدة، وهو ما عزز رهانات المستثمرين على قيام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة. واستقر الإسترليني عند مستوى 1.3373 دولار، بعد أن فقد نحو 0.4% في جلسة أمس.
أما الين الياباني، فقد تمكن من تعويض جزء من خسائره السابقة، مرتفعًا بنسبة 0.2% مقابل الدولار إلى مستوى 155.45، وذلك مع انطلاق اجتماع بنك اليابان الذي يستمر يومين، وسط توقعات قوية برفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ نحو ثلاثين عامًا.
في المقابل، استقر اليورو دون تغيّر يذكر عند مستوى 1.1743 دولار، في ظل توقعات واسعة بأن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المرتقب اليوم.
توقعات السياسة النقدية العالمية
تشير توقعات الأسواق بنسبة تقترب من 100% إلى أن يقوم بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، مدفوعًا بضعف بيانات التضخم لشهر نوفمبر. وفي منطقة اليورو، تتجه الأنظار إلى قرار البنك المركزي الأوروبي، مع إجماع شبه كامل على تثبيت أسعار الفائدة.
وفي آسيا، تتزايد التوقعات بقيام بنك اليابان برفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل من 0.5% إلى 0.75%، في خطوة قد تمثل تحولًا تاريخيًا في السياسة النقدية اليابانية، وتنتهي نتائجها مع ختام اجتماع السياسة النقدية غدًا الجمعة.
العملات الآسيوية والعملات المشفرة
سجل الدولار الأسترالي تراجعًا طفيفًا إلى مستوى 0.6600 دولار، بينما انخفض الدولار النيوزيلندي إلى 0.5763 دولار، متجاهلًا إلى حد كبير البيانات التي أظهرت عودة الاقتصاد النيوزيلندي إلى النمو خلال الربع الثالث.
وعلى صعيد العملات المشفرة، واصلت بيتكوين مكاسبها المحدودة، مرتفعة بنسبة 0.3% إلى 86,240 دولارًا، كما صعدت عملة إيثر بنسبة 0.6% لتسجل نحو 2,835 دولارًا، في ظل تحسن شهية المخاطرة نسبيًا.
تعكس تحركات الأسواق حالة من الحذر والترقب مع اقتراب صدور قرارات مفصلية من البنوك المركزية الكبرى، حيث يواصل الدولار الاستفادة من هذا المشهد غير الواضح. ومن المتوقع أن تشهد الأسواق تقلبات ملحوظة خلال الساعات والأيام المقبلة، مع اتضاح ملامح السياسات النقدية الجديدة وتأثيرها على أسواق العملات العالمية.
