الدولار الأمركي في طريقه لتسجيل أسوأ أداء سنوي منذ 2017
يتجه الدولار الأمريكي نحو تسجيل أسوأ أداء سنوي له منذ عام 2017، في ظل حالة من الضبابية المتزايدة بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية، وتزايد المؤشرات على تباطؤ سوق العمل؛ هذا الأداء الضعيف يعكس حالة ترقب واسعة في الأسواق العالمية لاحتمالات خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
أداء الدولار ومؤشراته
استقر الدولار قرب أدنى مستوياته منذ بداية أكتوبر، مقتربا من أدنى مستوى له في شهرين ونصف الشهر، كما اقترب مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، من أدنى مستوياته المسجلة هذا العام، ليسجل انخفاضًا سنويًا بنحو 9.5%، ما يضعه على مسار أكبر خسارة سنوية منذ أكثر من سبع سنوات.
تطورات سوق العمل الأمريكية
أظهرت البيانات الاقتصادية إضافة 64 ألف وظيفة جديدة خلال شهر نوفمبر، متجاوزة التوقعات، إلا أن هذه الزيادة لم تكن كافية لتعكس تحسنًا قويًا في سوق العمل، حيث ظل معدل البطالة مستقرًا عند 4.6%.
وتشير البيانات المجمعة إلى استمرار ضعف نمو الوظائف وارتفاع تدريجي في معدلات البطالة، وهو ما يبقي التوقعات مفتوحة أمام تخفيف السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة في حال استمرار هذا الاتجاه.
توقعات أسعار الفائدة
رغم قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مؤخرًا، فإن التوجه العام يشير إلى الحذر الشديد في اتخاذ خطوات إضافية على المدى القريب. التوقعات الرسمية تميل إلى خفض محدود للفائدة خلال عام 2026، في حين تسعّر الأسواق احتمال تنفيذ خفضين خلال العام المقبل، دون ترجيح خفض في اجتماع يناير.
ويرتبط القرار المستقبلي إلى حد كبير بمسار بيانات التضخم، وعلى رأسها مؤشر أسعار المستهلكين المنتظر صدوره قريبًا.
تحركات العملات الرئيسية
- اليورو: استقر قرب مستوى 1.175 دولار، منخفضًا قليلًا عن أعلى مستوى له في 12 أسبوعًا، وسط ترقب لقرار البنك المركزي الأوروبي، مع توقعات بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.
- الجنيه الاسترليني: استقر عند 1.3424 دولار، بالقرب من أعلى مستوياته في شهرين، متأثرًا ببيانات تشير إلى وصول معدل البطالة في بريطانيا إلى أعلى مستوى له منذ مطلع عام 2021.
- الين الياباني: سجل ارتفاعًا طفيفًا ليصل إلى نحو 154.56 مقابل الدولار، بالقرب من أعلى مستوى في أسبوعين، وذلك قبيل اجتماع بنك اليابان.
يعكس الأداء الحالي للدولار الأمريكي مرحلة دقيقة تمر بها السياسة النقدية الأميركية، حيث تتداخل مؤشرات تباطؤ سوق العمل مع استمرار الحذر بشأن التضخم.
ومع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، يظل الدولار تحت ضغط واضح، بينما تترقب الأسواق البيانات الاقتصادية المقبلة لتحديد اتجاه العملة الأمريكية خلال الأشهر القادمة.





