خدمة السحب من ماكينات الـATM بدون بطاقة "Cardless" .. وأولى الدول التي أطلقتها
شهد القطاع المصرفي العالمي خلال العقد الأخير تحولا جذريا في الخدمات الرقمية، ومن أبرزها خدمة السحب بدون بطاقة من ماكينات الصراف الآلي (Cardless ATM Withdrawal).
جاءت هذه الخدمة استجابة لثلاثة دوافع رئيسية:
- تعزيز الأمان المصرفي والحد من مخاطر الاحتيال وسرقة البطاقات.
- تسريع عمليات الحصول على النقد عبر القنوات الرقمية.
- نمو المحافظ الإلكترونية واعتماد المستخدمين على هواتفهم بدلاً من البطاقات التقليدية.
ومع تطور التكنولوجيا وتوسع استخدام الـ QR Codes، أصبحت هذه الخدمة معيارًا رئيسيًا في الأنظمة المصرفية الحديثة.
أولا: الدول الأجنبية الرائدة في إطلاق الخدمة
1. تركيا – النموذج العالمي الأول
تُعد تركيا أول دولة عالميا تطلق سحبا نقديا بدون بطاقة باستخدام رمز QR عبر أحد البنوك المحلية من خلال تطبيقه المصرفي.
وكانت هذه التجربة علامة فارقة لأنها:
- اعتمدت على تقنية QR لأول مرة.
- أتاحت السحب بسرعة دون إدخال أي بيانات حساسة.
- قلّلت الاعتماد على البطاقات تماما.
وأصبحت التجربة التركية نموذجا يحتذى به عالميا وتم تكراره لاحقا في عشرات الدول.
2. الولايات المتحدة – انتشار واسع عبر أكبر البنوك
شهدت الولايات المتحدة اعتماد الخدمة على نطاق واسع عبر البنوك الكبرى، مع تقديم ثلاث طرق مختلفة للسحب بدون بطاقة:
- المحافظ الرقمية: Apple Pay / Samsung Pay / Google Pay.
- رمز مؤقت OTP.
- رمز QR.
وتميزت التجربة الأمريكية بالتكامل الكامل بين أجهزة الصراف والموبايل، واعتماد تقنيات أمان بيومترية مثل التعرف على الوجه والبصمة.
3. الهند – الانتشار السريع بسبب UPI
اعتمدت الهند الخدمة بشكل واسع نتيجة طفرة المنظومة الرقمية الموحدة للدفع، عبر البنوك الكبرى، واعتمدت على:
- رمز OTP.
- QR Code.
- تطبيقات الدفع الموحدة.
وتميزت التجربة الهندية بأنها جزء من خطة وطنية لتقليل التعامل بالنقد، مما جعلها واحدة من أكبر تطبيقات الخدمة عالميا.
4. أوروبا – اعتماد تدريجي
تبنت البنوك الأوروبية الخدمة ولكن بوتيرة أبطأ مقارنة بأميركا والهند، مع التركيز على:
- مستويات أمان عالية.
- التحقق الثنائي.
- الربط بالتطبيقات الرسمية فقط.
وتعتبر هذه التجربة نموذجا أوروبيا في تطبيق الخدمات الرقمية المتقدمة مع الحفاظ على الأمان.
ثانيا: التجربة العربية في خدمة السحب بدون بطاقة
1. الإمارات العربية المتحدة
تعد الإمارات من الدول العربية الرائدة في الخدمات المصرفية الرقمية، وقد أطلقت البنوك خدمة السحب بدون بطاقة مبكرا.
اعتمدت التجربة الإماراتية على:
- استخدام QR Code بشكل رئيسي.
- دمج الخدمة مع المحافظ الرقمية.
- مستويات أمان مرتفعة تشمل المصادقة الثنائية.
- وجعل التحول الرقمي الواسع في الدولة الإمارات نموذجا عربيا متقدما جدا في هذا المجال.
2. السعودية
شهدت المملكة العربية السعودية تطورا سريعا في الخدمة، عبر بنوك كبرى.
وتتميز التجربة السعودية بـ:
- الارتباط بمنصة الدفع الوطنية.
- إمكانية السحب عبر رمز مؤقت من التطبيق.
- تكامل الخدمة مع المحافظ الرقمية.
- وتأتي الخدمة ضمن رؤية 2030 لتعزيز التحول الرقمي والمدفوعات دون نقد.
3. مصر
شهدت مصر نموًا ملحوظًا في خدمات السحب بدون بطاقة، مدعومة بانتشار التطبيقات البنكية والمحافظ الإلكترونية. ومن أبرز مميزات التجربة المصرية:
- دعم السحب عبر رمز مؤقت يصدر من التطبيق أو المحفظة الإلكترونية.
- تعزيز الشمول المالي وتقليل الاعتماد على الكاش.
- رفع مستويات الأمان المصرفي للعملاء.
ثالثا: الجزء العام حول الخدمة
شهدت السوق المصرفية في مصر خلال السنوات الأخيرة تطورًا كبيرًا في الخدمات الرقمية، ومن أبرزها خدمة السحب النقدي من ماكينات الصراف الآلي بدون استخدام البطاقة.
تعتمد الخدمة على إصدار رمز مرجعي ورقم تحقق مؤقت عبر التطبيق أو المحفظة الإلكترونية، مما يتيح للعملاء إجراء السحب بسهولة دون الحاجة لحمل البطاقة، كما توفر مستوى أعلى من الأمان، وتبسيط عملية الحصول على النقد، ودعم نمو المحافظ الإلكترونية.
رابعا : تحليل أهمية الخدمة للعملاء والقطاع المصرفي
- تعزيز مستويات الأمان.
- يقلل استخدام الرموز الرقمية المؤقتة من مخاطر سرقة البطاقات أو نسخ بياناتها عبر أجهزة الصراف.
- دعم التحول الرقمي والشمول المالي.
- تمكين العملاء من الاعتماد على الهاتف المحمول بدلا من البطاقة، بما يتوافق مع خطط التحول الرقمي الوطنية.
- تسهيل عمليات السحب.
- إمكانية السحب بعد فقدان البطاقة أو نسيانها.
- التكامل مع المحافظ الإلكترونية.
- دعم نمو المحافظ الرقمية، حيث يمكن السحب مباشرة دون بطاقة.
تُعد خدمة السحب بدون بطاقة من أبرز التطورات في مسيرة الخدمات المصرفية الرقمية عالميًا وعربيًا. بدأت التجربة عالميًا ثم انتقلت إلى الدول العربية، وأظهرت التجارب أن الخدمة أصبحت عنصرًا أساسيًا في البنية المصرفية الحديثة، لما توفره من:
- أمان عالي.
- سرعة ومرونة في السحب.
- دعم الشمول المالي.
- انسجام مع التحول الرقمي العالمي.











