في ذكرى إصداره.. قصة «أبو جملين» أول جنيه مصري ورقي تبلغ قيمته 7.43 جرام ذهب

الكاتب

ظهرت في الآونة
الأخيرة بمصر ظاهرة بيع العملات الورقية فئة الجنيه المصري القديم، بغرض اقتنائها لدى
مجموع من محبي اقتناء العملات النادرة، فجمع العملات الورقية
هي هواية بألف هواية هي محيط من الثقافة والمعرفة والمتعة ويبحث البعض على اقتناء بعض
العملات القديمة والتي تعود لعصور زمنية مختلفة الأمر الذي يمكن أن يدفع فيه الآلاف
من الجنيهات من أجل الحصول على عملة ربما لا تساوى شيء عند شخص آخر، الأمر الذي جعل
الحديث يزداد حول ما يسمى بأبوجملين نظرًا للشائعات الكثيرة والمبهمة في نفس الوقت
حول تلك العملة.

ففي مثل هذا اليوم
5 يناير عام 1899، صدر أول جنيه مصري ورقي وكان يسمى «أبو جملين»، فعندما قام البنك
المركزي بطباعته لأول مرة بعد 65 عامًا من مرسوم الخديوي عباس حلمي بشأن مشروع قانون
برلماني لإصدار عملة مصرية جديدة بديلة عن القرش، تم تقييمه بما يساوى 7.43 جرامًا
من الذهب، واستمر هذا التقييم منذ 1885 حتى عام 1914 .
وظل الجنيه المصري
مربوطًا بالجنيه الإسترليني حتى عام 1962 حين تم ربطه بالدولار، وكان يساوي 2.3 دولار،
وارتفع إلى 2.5 دولار بعد حرب أكتوبر، ثم بدأ مسلسل انهيار الجنيه أمام الدولار منذ
منتصف السبعينات مع بداية تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي، وتم تعويم الجنيه أكثر من
مرة في عصر مبارك حتى وصلت قيمة الدولار إلى سبعة جنيهات في 2004.
وعلى مدار تاريخه،
حمل الجنيه المصري العديد من التصميمات المختلفة التي كانت تصور جانبًا من الحياة المصرية
اليومية أو تراثها القديم، فكان الإصدار الأول والأشهر «جنيه الجملين» يحمل صورة لجملين
أحدهما قائم والآخر جالس.
ومن الشائعات
التي دارت حول تلك العملة هي ارتباطها بأعمال السحر والشعوذة فأكد البعض أن هذا الجنيه
يتم استخدامه في عمليات تحضير الجن والبحث عن الآثار وفتح المقابر بجانب استخدام الزئبق
الأحمر. كما عرض بعض المصريين صورة للجنيه أبوجملين على أحد مواقع الإعلانات من أجل
عرضه للبيع وطلب أكثر من 2 مليون جنيه ثمن هذا الجنيه بينما عرض آخر 50 ألف جنيه مقابل
التنازل عن الجنيه أبوجملين.
ومن أشهر
إصدارات الجنيه المصري أيضا الجنيه الذي صدر في 21 سبتمبر 1914، والذي حمل صورة لبوابة
معبد الكرنك، والنخيل المجاور له، وهو مشهور باسم «جنيه المعبد»، فيما كان الإصدار
الثالث في 1 يونيو 1924، يحمل صورة لجمل واحد في المنتصف، وصور فرعونية على الجانبين.
أما الإصدار الرابع
والمشهور بإسم جنيه «الفلاح» أو جنيه «إدريس»، فقد صدر في 1 يوليو 1926 حاملا صورة
فلاح مصري نوبي عجوز، وعلى الظهر وضع صورة مسجد المنصور بمنطقة بين القصرين، كما كان
أول جنيه يحمل علامة مائية.
وفي 23 إبريل
1930، صدر الجنيه الشهير بـ«جنيه السند» أو «الجنيه الإنجليزي»، ويحمل على الوجه صورة
«توت عنخ آمون»، ثم صدر جنيه الملك فاروق، الذي حمل صورة حاكم مصر لأول مرة.
وحمل الجنيه الصادر
في 28 ديسمبر 1968، صورة مسجد قايتباي الأثري، والظهر جزء من معبد أبو سمبل، ومنذ
15 مايو 1975 وحتى اليوم ظل تصميم الجنيه ثابتًا يحمل صورة مسجد قايتباي على الوجه
وجزء من معبد أبو سمبل على الظهر.