الشراء الآن والدفع لاحقاً: البديل الصاعد لبطاقات الائتمان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
في خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة، أصدرت شركة أمازون لخدمات الدفع ورقة بيضاء بعنوان "إعادة تصور القدرة على تحمل التكاليف: رؤية جماعية"، جمعت فيها آراء أبرز مزودي خدمات الشراء الآن والدفع لاحقاً (BNPL) في الشرق الأوسط، وهم: تمارا (Tamara)، تابي (Tabby)، وڤاليو (Valu).
ويقدم التقرير تحليلاً معمقاً لتطور سلوكيات المستهلكين والتحولات الديموغرافية، إضافة إلى استشراف الآفاق المستقبلية لقطاع المدفوعات الرقمية في الإمارات، والسعودية، ومصر.
الملخص التنفيذي: من خيار بديل إلى تيار مالي سائد
كشف التقرير كيف تحولت خدمات BNPL من مجرد خيار للدفع إلى أداة مالية أساسية يعتمد عليها المستهلكون في حياتهم اليومية، خصوصاً بين الأجيال الشابة التي تمثل الشريحة الأكبر في المنطقة. وأظهر البحث مسارات نمو متميزة: الإمارات والسعودية تستفيدان من البنية التحتية الرقمية المتقدمة لتعزيز التبني السريع، بينما تركز مصر على تعزيز الشمول المالي في قطاع التجارة الإلكترونية بفضل كثافتها السكانية الشابة.
تطور المشهد في الشرق الأوسط: دوافع وتحولات
يشير التقرير إلى انتقال الحوار حول BNPL من التجربة إلى الاندماج الكامل ضمن البنية التحتية المالية، مدفوعاً بثلاثة عوامل رئيسية:
- سد الفجوات الائتمانية: تقدم هذه الخدمات بدائل سريعة وشفافة مقارنة بالمنتجات الائتمانية التقليدية.
- التركيبة الديموغرافية: مع وجود ثلثي السكان تحت سن 35، يظهر جيل رقمي بالفطرة يفضل المرونة المالية.
- الجاهزية التقنية: تساهم إجراءات اعرف عميلك (KYC) المتطورة والبنية التحتية للمدفوعات الفورية في تسريع الابتكار وخفض حواجز الدخول.
ويلاحظ التقرير تبايناً إقليمياً في مستوى النضج: الإمارات والسعودية تتمتعان بنضج عالٍ مدعوم بتكامل قوي مع التجار، بينما تستخدم مصر هذه الخدمات أساساً لإدارة ميزانية الأسرة وتحقيق القدرة على تحمل التكاليف في ظل التحديات الاقتصادية.
أنماط المستهلكين
حدد التقرير ثلاثة أنماط رئيسية للمستهلكين تتجاوز مجرد الحاجة للتمويل:
- المواطنون الرقميون (جيل الألفية وجيل Z): يبحثون عن الراحة والسرعة، ويمثلون 36% من المستخدمين عالمياً في الفئة العمرية (18-27).
- المتسوقون الطموحون: يستخدمون التقسيط للوصول إلى منتجات وتجارب كانت خارج نطاق قدرتهم المباشرة، مثل السفر.
- المهنيون الشباب: يدمجون بين البحث الرقمي والشراء الفعلي، ويعتبرون مرونة الدفع عاملاً حاسماً، خصوصاً في قطاعات مثل الأثاث.
معادلة النمو: الممكنات والتحديات
الأساس الرقمي
- نسبة استخدام الهواتف الذكية متوقعة أن تصل إلى 90% بحلول 2030.
- نمو التجارة الإلكترونية بنسبة 18.3% في 2025، مما يهيئ بيئة خصبة لخدمات BNPL.
الشراكات والتنظيم
- الشراكات مع التجار والجهات الحكومية تشكل حجر الزاوية لبناء الثقة.
- الأطر التنظيمية في السعودية (SAMA)، الإمارات (المصرف المركزي) ومصر (الرقابة المالية) دعمت شرعية واستقرار القطاع.
اعتبارات المخاطر والاحتيال
تعتمد شركات BNPL على تقنيات متقدمة لتقليل المخاطر، حيث صرح وليد حسونة، الرئيس التنفيذي لشركة فاليو، بأن نسبة المخاطر لديهم 1% فقط، أقل بخمس مرات من المعدل الوطني، بفضل معايير القبول الانتقائية.
تجربة المستخدم
- 55% من المتسوقين يتركون عربة التسوق بسبب مشاكل الدفع.
- الحل الأمثل: عرض خيارات التقسيط منذ صفحات المنتجات، توضيح جداول السداد والرسوم، تبسيط واجهات المستخدم للهواتف.
النتائج:
- زيادة معدلات التحويل بنسبة 15% لدى تمارا.
- زيادة بنسبة 33% لدى تابي مع ارتفاع متوسط قيمة السلة الشرائية بين 30-50%.
دور الذكاء الاصطناعي
يتجاوز AI مهام الدردشة الآلية، ليعيد تشكيل قطاع BNPL من خلال:
- التخصيص: تقديم عروض تمويلية مخصصة بناءً على سلوك المستخدم.
- التقييم الائتماني: تحليل بيانات بديلة لضم الفئات غير المتعاملة مع البنوك، خصوصاً في مصر والسعودية.
- كشف الاحتيال: استخدام النماذج التنبؤية لرصد الأنماط المشبوهة لحظياً.
توسع القطاعات
لم يعد BNPL مقتصراً على الأزياء والإلكترونيات، بل امتد إلى قطاعات حيوية:
- التعليم: زيادة اعتماد خطط تقسيط الرسوم الدراسية بنسبة 42%، مع خفض تأخر السداد بنسبة 28%.
- السفر: تمكين المسافرين من حجز رحلات وإقامات كانت صعبة المنال.
- التأمين: ارتفاع استخدام الأقساط بنسبة 42% مما يتيح تحسين التغطيات التأمينية.
مستقبل BNPL في المنطقة
يختتم التقرير بتأكيد أن المستقبل يكمن في تطبيقات شاملة (Super Apps) ونماذج بنكية رقمية مصغرة، مع تحقيق التوازن بين الابتكار، الرقابة التنظيمية الصارمة، والمسؤولية في الإقراض. هذه المنهجية تؤسس لنمو مستدام يعزز الشمول المالي ويمكّن المستهلكين والشركات على حد سواء.








