تراجع الذهب عالميًا بعد بيانات الوظائف الأمريكية التي قلصت رهانات خفض الفائدة
تراجعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية اليوم الخميس، متأثرة ببيانات التوظيف الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع، ما أدى إلى تقليص توقعات الأسواق بشأن خفض جديد لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال شهر ديسمبر المقبل.
وسجّل الذهب في المعاملات الفورية انخفاضًا بنسبة 0.3% ليصل إلى 3971.08 دولار للأونصة ، كما تراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم ديسمبر بنسبة مماثلة إلى 3979.70 دولار للأونصة، وفقًا لبيانات وكالة "رويترز".
ويأتي هذا التراجع في ظل استقرار الدولار الأمريكي عند مستويات قريبة من أعلى مستوى له في أربعة أشهر، وسط تزايد الإقبال على الأصول ذات المخاطر الأعلى، الأمر الذي قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وكان البنك المركزي الأمريكي قد خفّض بالفعل أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، وأشار رئيسه جيروم باول إلى إمكانية تنفيذ خفض إضافي في تكاليف الاقتراض قبل نهاية العام. ومع ذلك، فإن بيانات الوظائف الأخيرة أعادت خلط الأوراق في الأسواق.
فقد أظهر تقرير مؤسسة "إيه.دي.بي" أن عدد الوظائف في القطاع الخاص الأمريكي ارتفع بنحو 42 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، متجاوزًا توقعات وكالة "رويترز" التي كانت ترجّح زيادة قدرها 28 ألف وظيفة فقط. وتشير هذه الأرقام إلى استمرار متانة سوق العمل الأمريكية، وهو ما يقلل من احتمالات تسريع وتيرة خفض الفائدة.
ووفقًا لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة CME، فإن الأسواق تسعّر حاليًا احتمال خفض الفائدة في ديسمبر بنسبة 62%، مقارنة بأكثر من 90% في الأسبوع السابق، ما يعكس تغيرًا واضحًا في التوقعات بعد صدور بيانات التوظيف.
أما بالنسبة لبقية المعادن النفيسة، فقد تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% إلى 47.77 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1549.21 دولار، كما هبط البلاديوم بنسبة 0.7% إلى 1408.74 دولار للأونصة.
يُذكر أن أسعار الذهب تشهد تذبذبًا ملحوظًا خلال الأسابيع الأخيرة مع ترقب المستثمرين لأي إشارات جديدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية المقبلة، في وقت تتوازن فيه التوقعات بين استمرار خفض الفائدة ودعم الدولار القوي.
