رئيس التحرير
محمد صلاح
الأخبار

"فيزا" و"ماستركارد" تدخلان عصر الذكاء الاصطناعي وسط نمو قوي في الإيرادات

هل الموضوع مفيد؟
شكرا

في تحول استراتيجي يعكس ملامح المرحلة الجديدة في عالم المدفوعات الرقمية، تتأهب شركتا “فيزا” و”ماستركارد” لقيادة عصر الذكاء الاصطناعي بعد تحقيق نتائج مالية قوية خلال الربع المالي الأخير؛ إذ يأتي هذا التطور في ظل التوسع العالمي في استخدام الحلول السحابية، وتزايد الطلب على أنظمة الدفع الذكية والأمنية، مما يعزز مكانة الشركتين كركيزتين أساسيتين في البنية التحتية للمدفوعات العالمية.

الزراعي سبتمبر

 

أداء مالي استثنائي يعكس قوة الإنفاق العالمي

سجلت شركة “فيزا” نموا ملحوظا في نتائجها المالية، حيث ارتفعت إيراداتها بنسبة 12% لتصل إلى نحو 11 مليار دولار، فيما زاد ربح السهم المعدل بنسبة 10%، كما ارتفعت أحجام المدفوعات بنسبة 9%، مدفوعة بزيادة إنفاق المسافرين ونشاط التجارة الإلكترونية، فيما حققت الشركة تدفقات نقدية حرة قاربت 6 مليارات دولار، ورفعت توزيعات أرباحها بنسبة 14%، مع تنفيذ برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة 5 مليارات دولار، ورغم أدائها القوي، خصصت “فيزا” ما يقارب 899 مليون دولار كرسوم تقاضي لمرة واحدة، تتعلق بقضية مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، وهي واحدة من أطول القضايا القانونية في تاريخ قطاع المدفوعات.

 

واصلت “ماستركارد” تسجيل نتائج مالية قوية هي الأخرى، إذ ارتفع صافي الإيرادات بنسبة 17% ليصل إلى نحو 9 مليارات دولار، بنمو يعادل 15% على أساس محايد للعملة، وسجل ربح السهم المعدل نموا بنسبة 13%، فيما ارتفع إجمالي الإنفاق بنسبة 9%، وشهدت المعاملات العابرة للحدود نموا بنسبة 15%، مدعومة بالانتعاش المستمر في السفر العالمي والطلب على المدفوعات الرقمية.

 

الذكاء الاصطناعي يقود نمو خدمات القيمة المضافة

تميز أداء “ماستركارد” في قطاع الخدمات المتقدمة، حيث حققت وحدتها المعنية بخدمات القيمة المضافة -والتي تشمل الأمن السيبراني والتحليلات المتقدمة وحلول التجارة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي- نموا بنسبة 25%، متجاوزة أداء شبكة المدفوعات الأساسية التي نمت بنسبة 12%، كما سجلت الشركة هامش تشغيل مرتفع بلغ نحو 60%، ما يعكس كفاءتها التشغيلية ومكانتها القوية في السوق المالي العالمي.

 

خصصت “ماستركارد” 83 مليون دولارا لمخصصات قانونية تتعلق بقضايا في الولايات المتحدة، إلا أن هذا لم يؤثر على مسار نموها المستقر والمستند إلى الابتكار التقني.

 

من شبكات بطاقات إلى منصات سحابية مالية

يشهد قطاع المدفوعات تحولاً لغويا واستراتيجيا في طريقة توصيف الشركات لدورها المستقبلي؛ حيث وصف الرئيس التنفيذي لشركة “فيزا” ريان ماكنيرني، شركته بأنها “شركة فائقة التوسع ضمن منظومة المدفوعات”، مستعيرا المصطلح الذي تستخدمه شركات التكنولوجيا العملاقة مثل “أمازون ويب سيرفيسز” و”مايكروسوفت أزور”؛ للدلالة على البنية التحتية السحابية الضخمة.

 

أما نظيره في “ماستركارد”، مايكل ميباخ، فقد أشار إلى شركته باعتبارها “شبكة متعددة القنوات لتبادل القيمة الرقمية”، موضحا أنها تعتمد على واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، وأنظمة التوكن، والحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي التي تربط البنوك وشركات التكنولوجيا المالية والحكومات عالميا.

 

سباق جديد نحو بناء العمود الفقري المالي للعالم

يأتي هذا التوجه الاستراتيجي في وقت يشهد فيه العالم تباطؤً في نمو بطاقات الدفع التقليدية، وصعود أنظمة المدفوعات الفورية والعملات الرقمية للبنوك المركزية.

 

وتسعى كل من “فيزا” و”ماستركارد” إلى ترسيخ مكانتهما كمنصات سحابية للبنية التحتية المالية العالمية، في سباق يشبه سباق شركات التكنولوجيا الكبرى لبناء الأسس الرقمية لعصر الإنترنت.

 

وبينما تطمح “فيزا” في أن تكون بمثابة “أمازون ويب سيرفيسز” لقطاع المدفوعات، تسعى “ماستركارد” لأن تلعب دور “مايكروسوفت أزور” في هذا القطاع -في إشارة إلى سباق الهيمنة على البنية البرمجية والبيانية لحركة الأموال العالميةك؛ فمع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والبيانات والتحليلات التنبؤية، تتجه صناعة المدفوعات العالمية إلى مرحلة جديدة يعاد فيها تعريف المال نفسه بوصفه منتجا برمجيا، وفي هذا العالم، تبدو “فيزا” و”ماستركارد” الأقرب إلى أن تكونا شركات سحابية مالية عملاقة، تقود التحول من “بطاقات الائتمان” إلى “المدفوعات الذكية”، في عصر أصبح فيه الذكاء الاصطناعي العمود الفقري للاقتصاد المالي العالمي.

هل الموضوع مفيد؟
شكرا
اعرف / قارن / اطلب