تراجع أسعار الذهب عالميا وسط ترقب لقرار الفائدة الأمريكية
تشهد أسعار الذهب تراجعا طفيفا في تداولات اليوم الأربعاء، بعدما سجل المعدن النفيس مستوى قياسيا خلال الجلسة السابقة؛ إذ جاء هذا الانخفاض متأثرا بصعود محدود في قيمة الدولار الأمريكي، إلى جانب عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين عقب وصول الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3681.23 دولارا للأونصة، وذلك بعد أن لامس قمة تاريخية بلغت 3702.95 دولارا أمس الثلاثاء، فيما تراجعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/كانون الأول بنسبة مماثلة لتستقر عند 3718.90 دولارا.
التحركات الأخيرة تعكس حالة ترقب واضحة في الأسواق قبيل قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة، والمتوقع أن يتجه نحو خفضها بواقع ربع نقطة مئوية لدعم سوق العمل الأمريكي.
وتتابع الأسواق عن كثب تصريحات رئيس البنك المركزي، جيروم باول، لاستشراف ملامح السياسة النقدية المقبلة وما إذا كان الاتجاه نحو المزيد من التيسير سيستمر خلال الفترة القادمة.
يشار إلى أن خفض أسعار الفائدة يقلل من كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، كونه أصلا لا يدر عائد مباشر، ما يزيد من جاذبيته في بيئة نقدية ميسرة، كما أن الضغوط على الدولار الأمريكي تعزز بدورها من فرص استمرار الطلب على المعدن الأصفر.
في جانب آخر، أظهرت بيانات صندوق "إس.بي.دي.آر غولد تراست" -أكبر صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب عالميا- ارتفاع حيازاته إلى 979.95 طنا يوم الثلاثاء، مقابل 976.80 طنا في بداية الأسبوع، ما يعكس استمرار الاهتمام الاستثماري بالمعدن النفيس.
أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجعت الفضة بنسبة 1.3% لتسجل 41.98 دولارا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليصل إلى 1392.25 دولارا، وصعد البلاديوم بنسبة 0.5% ليسجل 1182.21 دولارا.
ويبقى الذهب محور الاهتمام في الأسواق العالمية، إذ تتأرجح أسعاره بين ضغوط جني الأرباح وصعود الدولار من جهة، وتوقعات التيسير النقدي من جهة أخرى.
وإذا جاء قرار الفدرالي الأمريكي مشيرا إلى مسار أكثر مرونة في أسعار الفائدة، فمن المرجح أن يفتح ذلك المجال أمام موجة صعود جديدة للذهب خلال الفترة المقبلة.
