كوريا الجنوبية تُبقي الفائدة دون تغيير وسط مخاوف من ديون الأسر والعقارات



قرر بنك كوريا المركزي الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسية دون تغيير عند مستوى 2.5% خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية المنعقد يوم الخميس، في خطوة جاءت متماشية مع توقعات الأسواق. ويهدف القرار إلى تحقيق التوازن بين دعم النمو الاقتصادي والحفاظ على الاستقرار المالي، في ظل استمرار المخاوف من ارتفاع أسعار المساكن وتزايد ديون الأسر.
ويعد هذا التثبيت هو الثاني على التوالي بعد أن أطلق البنك دورة من التيسير النقدي في أكتوبر الماضي، خفّض خلالها الفائدة بمقدار إجمالي بلغ 100 نقطة أساس، كان آخرها في مايو الماضي.
ورغم مؤشرات على تحسن الاستهلاك الخاص بدعم من الميزانية التكميلية الحكومية، إلى جانب التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، فإن البنك المركزي أكد أن الأسواق العقارية لا تزال تشكل مصدر قلق، حيث واصلت أسعار الشقق السكنية في سول الارتفاع بوتيرة متفاوتة خلال الأسابيع الأخيرة.
وفي محاولة لاحتواء هذه الزيادة، فرضت السلطات في يونيو الماضي سقفًا لتمويل شراء العقارات في منطقة العاصمة عند 600 مليون وون (نحو 432 ألف دولار)، كما أوقفت منح قروض عقارية جديدة لمن يمتلكون أكثر من مسكن.
إلى جانب ذلك، يواجه البنك تحديًا إضافيًا يتمثل في اتساع فجوة أسعار الفائدة مع الولايات المتحدة، والتي بلغت مستوى قياسيًا عند نقطتين مئويتين منذ آخر خفض للفائدة في مايو. هذه الفجوة قد تضغط على العملة المحلية الوون الكوري وتزيد احتمالات خروج استثمارات أجنبية من البلاد.
ويعكس قرار اليوم حرص بنك كوريا على الموازنة بين دعم التعافي الاقتصادي والسيطرة على المخاطر المالية المرتبطة بالديون العقارية، وسط بيئة اقتصادية عالمية تتسم بالتقلب وعدم اليقين.