رئيس التحرير
محمد صلاح

الهاشل: أنظمة البنوك المركزية أصبحت أكثر استقرارًا ومتانة

محمد الهاشل، محافظ بنك الكويت المركزي
محمد الهاشل، محافظ بنك الكويت المركزي
هل الموضوع مفيد؟
شكرا
كتب
الكاتب

قال محمد الهاشل، محافظ بنك الكويت المركزي، أن البنوك المركزية والجهات الرقابية قطعت أشواطا واسعة نحو بناء انظمة مالية أكثر استقرارا ومتانة، مشيراً إلى أن الازمة المالية العالمية أدت إلى تحول جذري في اساليب الرقابة والاشراف المصرفي.


وأشار في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها أمام الاجتماع السنوي الـ 14 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في أبوظبي، إلي أن البنوك الكبرى استفادت من قوتها في السوق دون أن تتحمل كلفة المخاطر التي تسببت فيها للنظام برمته كما انه لم تكن هناك تدابير خاصة بالسيولة سواء من حيث التمويل أو تغيرات السوق حيث كانت الرؤية ضبابية بالنسبة لجهود احتواء المخاطر النظامية في مجال البعد الزمني أو الهيكلي مبينا ان "الخلل قد كان جليا في كل القواعد التنظيمية جملة وتفصيلا".

وأكد الهاشل ان من أوجه القصور التي كشفت عنها الأزمة المالية العالمية النظرة التي رأت في الاشراف المصرفي عملية تقوم على التحوط الجزئي وحده إذ ساد الاعتقاد ان استقرار وحدات النظام المالي كل على حدة كفيل باستقرار النظام مما أدى الى تجاهل المخاطر النظامية الآخذة في التنامي.

وأضاف أنه بفضل حزمة الاصلاحات الرقابية من قبل لجنة بازل للرقابة المصرفية تمت معالجة القصور الى حد كبير وتحسين نظام كفاية رأس المال برفع معدله وتحسين جودته كما فرضت متطلبات بشأن تكوين المصدات الرأسمالية التحوطية والمصدات المالية ضد التقلبات الاقتصادية لمساعدة البنوك للمحافظة على هوامش اضافية في صورة مصدات رأسمالية والحد من المخاطر النظامية.

وفي السياق ذاته طبق تدريجيا معيار الرفع المالي لدعم تطبيق معيار كفاية رأس المال أما بالنسبة للسيولة فقد أدى تطبيق معياري نسبة تغطية السيولة وصافي نسبة التمويل المستقر الى تعزيز قدرة البنوك على مواجهة ضغوط السيولة وزيادة استقرار هيكل التمويل لديها.

ولمواجهة البعد الهيكلي من المخاطر النظامية أضيفت متطلبات رأسمالية للبنوك ذات الأهمية النظامية الى جانب تعزيز خطط الانعاش وتسوية الأوضاع وتحسين شبكات الأمان فضلا عن كثير من التدابير الاخرى.

وذكر ان هنالك أدلة على أن البنوك غدت أكثر استقرارا مما كانت عليه قبل عقد من الزمن حتى ان أثر هبوط أسعار النفط في عام 2014 على البنوك الخليجية كان محدودا رغم تفاوت درجة المتانة من دولة لأخرى وهناك توافق على ان تلك البنوك قد دخلت حقبة تراجع أسعار النفط من مركز قوة معززة بالاصلاحات الرقابية التحوطية.

وبين أهمية دور الاشراف الى جانب الرقابة مؤكدا أنه دون الإشراف الفعال سيكون من الصعب ضمان التطبيق السلس والآني أو تحقيق الاستقرار المالي عموما.

واشار الى ان الاشراف الفعال له أهمية كبيرة في كشف المخاطر التي يتعرض لها النظام المالي اذ لا يمكن التنبؤ بكل المخاطر سلفا مشددا على ضرورة أن تتسم الجهات الرقابية بالمرونة والسرعة لتصويب الأوضاع بما يتماشى مع الطبيعة المتغيرة للصناعة المصرفية واستجابة للمخاطر الجديدة.

ومن ثم تطرق الى المخاطر الناشئة مقدما مثالين عنها هما (المخاطر السيبرانية) و(التغير المناخي) وبالنسبة للمخاطر السيبرانية كشف عن أن التطورات التكنولوجية باتت تلقي بظلالها على جميع نواحي العمل المصرفي محدثة تحولا في عمليات البنوك الداخلية وفي تعاملاتها مع العملاء.

واضاف انه مع تعاظم دور التكنولوجيا من دور مساعد الى منصة أساسية لكل أنشطة البنوك فانه تلوح في الأفق احتمالات عالية لنشوء مخاطر جديدة عن أنماط التكنولوجيا واسعة الانتشار والمتشابكة.

وحذر من أثر حدوث مثل هذه الاحتمالات على أرض الواقع لا يقتصر على الإخلال بالخدمات المالية الحيوية بل يتعدى ذلك لتهديد متانة النظام المصرفي والثقة فيه ولذلك بات ينظر الى المخاطر السيبرانية على أنها مخاوف محورية.

وأشار الى استطلاع بنك انجلترا حول المخاطر النظامية للنصف الثاني من عام 2018 إلى المخاطر السيبرانية كثاني أكبر المخاطر بعد المخاطر السياسية الناشئة عن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وأشار الى انعكاس المخاطر السيبرانية المتزايدة في المتطلبات الرأسمالية لدى البنوك لمواجهة المخاطر التشغيلية معتبرا ان تنامي الوعي بالمخاطر السيبرانية خطوة في الاتجاه الصحيح لا سيما أن هذه المخاطر تعتبر عظيمة الأثر وان كانت احتمالاتها منخفضة.

وشدد على أن الاعتماد على رأس المال فقط في مواجهة المخاطر السيبرانية لن يكون كافيا اذ يجب على الجهات الرقابية ضمان تحسين البنوك لمتانتها التشغيلية عبر تعزيز قدرتها على الاستجابة للهجمات السيبرانية والتعافي منها.

واضاف ان الحد من الهجمات السيبرانية يتطلب تعاونا فعالا بين الجهات الرقابية والقطاع وكذلك خطط طوارئ وتعاف مناسبة وتبني جميع المشاركين في بنية الأسواق المالية لممارسات السلامة الصحيحة.

وقال الهاشل إن بنك الكويت المركزي يعكف حاليا على خلق منصة متطورة للتبادل الفعال للمعلومات المتعلقة بالمخاطر السيبرانية وهي منصة يمكن استخدامها لاحقا على نطاق اقليمي.

واشار الى ضرورة الاستفادة من توجيهات المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية ولجنة المدفوعات والبنية التحتية للسوق (CPMI-IOSCO) التي تهدف لتعزيز المتانة المعتمدة على التصميم وتضمين النظام مواصفات أمان سليمة في أول مراحله عند صياغة مفاهيمه مما يساعد على التصدي للمخاطر السيبرانية المحتملة التي يمكن أن تنشأ عن استمرار البنوك في الاعتماد على ارثها التقني.

وعن مخاطر التغير المناخي استعرض الهاشل بعض الحقائق والأرقام المتعلقة بالتغير المناخي وأثره الاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم مرحبا باهتمام واضعي السياسات بهذه القضية بعد سنوات من الاهمال.

وبين ان اثر الكوارث المناخية على الاقتصاد ينتج عنها نوعان من المخاطر أحدهما مادي والآخر متعلق بالتحول الاقتصادي حيث يشكل تزايد وتكرار الكوارث المناخية خطرا ماديا كبيرا يلحق الضرر بأصول وضمانات البنوك في حين يمكن للكوارث الطبيعية أن تضر بالبنية التحتية العامة فتؤثر على حياة الأفراد والنشاط الاقتصادي ككل.

وفيما يتعلق بخطر التحول الاقتصادي أشار الى أن الخطر يكمن في الأثر الاقتصادي للتحول الى اقتصاد منخفض الكربون لافتا الى امكانية ان تحدث بعض العوامل مثل تطوير تكنولوجيا رفيقة بالبيئة وتغير الرأي والتوجه العام واصدار القوانين الجديدة لضبط انبعاثات الكربون أن تحدث نقلة في النشاط الاقتصادي نحو المشاريع الأقل إضرارا بالبيئة. وتبعا لذلك يمكن لقيمة الأصول كثيفة الكربون أن تنخفض وتواجه قطاعات النفط والغاز والفحم والخدمات العامة بشكل خاص هذا الخطر على المدى الطويل اذ يمكن لمثل هذا التحول أن يخفض من قيمة أصولها ويهدد الوظائف فيها.

واكد محافظ بنك الكويتي المركزي أنه "يجب على الجهات الرقابية للقطاع تحديد السبيل الأمثل لوضع المخاطر المرتبطة بالمناخ في الاعتبار عند رسم سياساته التحوطية".

واضاف "سيتطلب هذا الامر توسعة مصفوفة المخاطر لتشمل المخاطر المرتبطة بالمناخ بشكل صريح وتحسين أدوات التحليل المستخدمة لتقييم مدى الخطر الذي تشكله الكوارث المناخية على القطاع المالي".

واوضح ان الحل يكمن في تزويد النظام الرقابي بأدوات جديدة تأخذ في الحسبان المخاطر المرتبطة بالمناخ من منظور شمولي بدلا من اضافة بند جديد الى منظومة المخاطر".

واشار الى انه برغم الاختلالات التي كشفت عنها الأزمة المالية قد تمت معالجتها الى حد بعيد الا أن القدرة على الاستجابة لبعض المخاطر الناشئة مازالت محدودة مبينا "ان السبيل لمواجهة هذه المخاطر يكمن في تبادل المعلومات وتعزيز أطر التعاون والاستجابة لهذه المخاطر بنفس وتيرتها وسرعتها".

هل الموضوع مفيد؟
شكرا
اعرف / قارن / اطلب
banky best banking website in egypt 2022 awards from international business magazine

جائزة أفضل موقع لمقارنة الخدمات المصرفية في مصر لعام 2022 من مجلة انترناشونال بيزنس

Best Banking Comparison Site in Egypt 2022 from International Business Magazine

 Best Banking Services Comparison Site in Egypt 2023 from World Business Outlook Magazine

جائزة أفضل موقع مقارنة خدمات بنكية في مصر لعام 2023 من مجلة وورلد بيزنيس أوت لوك

Best Banking Services Comparison Site in Egypt 2023 from World Business Outlook Magazine

 Most Innovative Banking Awareness Portal Egypt 2023 from International Financial Magazine

بوابة التوعية المصرفية الأكثر ابتكارًا في مصر 2023 من مجلة انترناشونال فاينانشال

Most Innovative Banking Awareness Portal Egypt 2023 from International Financial Magazine

Most Trusted Banking Services Comparison Site Egypt 2023​ from Global Business Review Magazine

موقع مقارنة الخدمات البنكية الأكثر موثوقية في مصر 2023 من مجلة جلوبال بيزنس ريفيو

Most Trusted Banking Services Comparison Site Egypt 2023​ from Global Business Review Magazine

Most Trusted Banking Services Comparison Site Egypt 2023​ from Global Business Review Magazine

موقع مقارنة الخدمات البنكية الأكثر موثوقية في مصر 2023

Most Reliable Banking Comparison Website in Egypt

Most Trusted Banking Services Comparison Site Egypt 2023​ from Global Business Review Magazine

القيادة في التثقيف البنكي في مصر 2023

Leadership in Banking Education - Egypt 2023

Most Trusted Banking Services Comparison Site Egypt 2023​ from Global Business Review Magazine

الموقع الأكثر تأثيراً في مقارنة خدمات ومنتجات البنوك في مصر 2023

Most influential website in comparing banking services and products - Egypt 2023