الجارديان: المركزي الروسي لجأ إلى الاحتياطي النقدي في محاولة لإنقاذ الروبل من الانهيار
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن البنك المركزي الروسي قام بضخ مليارات الدولارات في الأسواق من أجل محاولة إنقاذ الروبل الروسي من الإنهيار، الذي تعرض له أمس على خلفية تداعيات قيام القوات الروسية باقتحام أوكرانيا.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم، إن المركزي الروسي قد يواصل تشديد سياساته النقدية من خلال رفع أسعار الفائدة للحد من انهيار العملة الروسية، وكبح جماح التضخم، الذي من المتوقع أن يتفاقم بسبب هبوط الروبل.
وأضافت أن البنك المركزي الروسي سيلجأ لتخفيف الضغط على الروبل أكثر من خلال زيادة سعر الفائدة الرئيسي، على أمل أن يجذب المستثمرين الأجانب الباحثين عن عوائد مرتفعة. واشترى البنك المركزي الروسي أمس الخميس ملايين الروبلات لمنع انهيار بورصة موسكو ودعم العملة بعد أن هبطت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 89.60 مقابل الدولار من نحو 74 روبل لكل دولار قبل أسبوع، وتماسك اليوم عند مستوى 83.45 روبل لكل دولار.
ونقلت الجارديان عن البنك المركزي الروسي قوله بأن "من أجل استقرار الوضع في السوق المالية، قرر بنك روسيا البدء في التدخل في سوق العملات"، كما نقلت عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله بأن بلاده أنشأت شبكة أمان مالي لمقاومة تقلبات السوق، ملمحًا إلى أن ما شهدته الأسواق الروسية هو رد الفعل "العاطفي" للأسواق المالية على الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورغم محاولات المركزي الروسي لدعم الروبل إلا أنه من المتوقع أن يواصل الروبل ضعفه أمام الدولار واليورو، مدفوعا بالعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على موسكو.
وذكرت الجارديان أن روسيا تمتلك صندوق حرب ضخم تصل قيمته إلى أكثر من 600 مليار دولار (450 مليار جنيه إسترليني) من احتياطيات النقد الأجنبي والذهب الذي يمكنها استخدامه في أسواق العملات لدعم الروبل. لكن الصحفية حذرت من أن انخفاض قيمة العملة الروسية - الروبل من شأنه أن يجعل من الصعب سداد الديون الخارجية ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة وانخفاض عوائد الصادرات.
وأشارت إلى أن المسئولين في بنك روسيا قد باعوا الاحتياطيات الأجنبية لشراء الروبل لوضع حد أدنى للسعر الذي هبط إلى قرابة 90 روبل لكل دولار، على الرغم من أن مدى عملية الشراء لم يتضح بعد.
وقالت سوزانا ستريتر ، كبيرة محللي الاستثمار والأسواق في سمسار الأوراق المالية هارجريفز لانسداون: "لقد زاد تقلبات السوق منذ بداية العام ، مدفوعة بارتفاع أسعار الفائدة، وقد أضافت أخبار اليوم الوقود إلى اضطراب السوق".
وأشارت صحفية الجارديان البريطانية إلى ان الولايات المتحدة هددت بأنها قد تمنع البنوك الروسية الكبرى من المعاملات بالدولار إذا نقلت موسكو قواتها إلى أوكرانيا، لافتة إلى أن البيانات تشير إلى أن البنوك الروسية أعادت نحو 5 مليارات دولار من النقد الأجنبي إلى موسكو ونقلت بعض مقتنياتها من العملات الأجنبية طويلة الأجل إلى موسكو.
واتخذ البنك المركزي أمس قرارات بزيادة دعم البنوك التجارية الروسية تحت ضغط انخفاض أسعار الأسهم والعقوبات الغربية المحتملة ليرفع السقف اليومي للروبلات التي سيبادلها بالدولار من 3 مليارات دولار إلى 5 مليارات دولار، بما يسمح للبنوك التجارية بتجديد مخزون الدولار اللازم لسداد الديون الخارجية، كما قام بنك روسيا أيضًا بتوسيع قائمة الأوراق المالية التي يقبلها كضمان مقابل السيولة التي يوفرها.
وارتفع سعر الفائدة الفعلي على ديون الحكومة الروسية إلى ما يقرب من 10%، إذ قام مستثمرو السندات بالبيع بكثافة لما بحوزتهم من السندات الروسية للبحث عن ملاذات أكثر أمانًا، على الرغم من أنه من المتوقع أن يكون التأثير محدودًا لأن معظم الديون مملوكة للمؤسسات المالية المحلية.
