استقرار أسعار الذهب مع ترقب الأسواق للبيانات الاقتصادية الأميركية
تشهد أسعار الذهب حالة من الاستقرار في بداية تداولات اليوم الأربعاء، وذلك عقب تراجعها الملحوظ خلال الجلسة السابقة. ويأتي هذا الاستقرار في ظل حالة ترقب واسعة من المستثمرين للبيانات الاقتصادية الأميركية المرتقبة هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على مسار أسعار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.
أداء الذهب في الأسواق العالمية
استقرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية عند مستوى 4207.43 دولار للأونصة، فيما سجلت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.5% لتصل إلى 4239.50 دولار للأونصة. ويعكس هذا الأداء تأثير قوة الأسهم العالمية وصعود عوائد سندات الخزانة الأميركية، الأمر الذي يفرض ضغطاً على المعدن النفيس ويحدّ من مكاسبه الفورية.
توقعات الفائدة الأميركية ودورها في توجيه أسعار الذهب
تُظهر مؤشرات أسواق المال – بحسب أداة "فيد ووتش" – أن هناك توقعات قوية بنسبة 89% بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بتخفيض أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري. ويتزامن ذلك مع مؤشرات اقتصادية حديثة تُظهر تباطؤاً محدوداً في وتيرة نمو الاقتصاد الأميركي، ما يعزز الرهانات على اتجاه السياسة النقدية نحو التيسير في اجتماع الفيدرالي المقرر عقده في 10 ديسمبر.
ويُعرف عن الذهب أنه يستفيد عادة من بيئة الفائدة المنخفضة، نظراً لكونه أصلًا لا يدرّ عائداً، مما يجعل الاحتفاظ به أكثر جاذبية عند تراجع معدلات الفائدة.
البيانات الاقتصادية الأميركية المنتظرة
تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى مجموعة من البيانات التي قد تحدد بشكل واضح مسار الفائدة والدولار، وبالتالي مسار الذهب. وتشمل هذه البيانات:
- تقرير الوظائف الأميركي لشهر نوفمبر، والمقرر نشره اليوم.
- مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، والذي سيتم الإعلان عنه يوم الجمعة.
ومن المتوقع أن تسهم هذه البيانات في رسم صورة أوضح عن قوة الاقتصاد الأميركي وقدرته على مواجهة الضغوط التضخمية، وهو ما سيؤثر مباشرة في قرارات الفيدرالي المقبلة.
تطورات أخرى مرتبطة بالسياسة النقدية
تشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة ستشهد إعلاناً مهماً أوائل عام 2026 يتعلق بتسمية رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل، وهو ما قد يضيف المزيد من المتغيرات على مشهد السياسة النقدية الأميركية خلال الفترة المقبلة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
- سجلت باقي المعادن الثمينة تحركات محدودة لكنها مائلة للانخفاض، حيث تراجعت الفضة بنسبة 0.2% لتصل إلى 58.32 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1631.10 دولار، بينما هبط البلاديوم بنسبة 0.6% ليصل إلى 1458.83 دولار.
وتعكس هذه التحركات تأثر الأسواق بالضغوط الصادرة عن ارتفاع عوائد السندات الأميركية وقوة الدولار.
يرتبط أداء الذهب في الوقت الراهن بتوقعات الأسواق بشأن أسعار الفائدة الأميركية، إذ يظل المستثمرون في حالة مراقبة دقيقة للبيانات الاقتصادية المنتظرة. وفي حال أكدت هذه البيانات تباطؤ النشاط الاقتصادي، فقد يشهد الذهب موجة دعم جديدة مستفيدة من احتمالات خفض الفائدة. أما إذا جاءت البيانات أعلى من التوقعات، فقد ينعكس ذلك سلباً على المعدن النفيس خلال المدى القصير.






