ارتفاع تاريخي جديد لـ الذهب بعد الإغلاق الحكومي الأمريكي
شهدت أسعار الذهب ارتفاع قياسي جديد في تعاملات اليوم الأربعاء، مدفوعة بتزايد إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن في ظل التطورات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة؛ وذلك بالتزامن مع دخول الحكومة الأمريكية رسميا في حالة إغلاق بعد تعثر التوصل إلى اتفاق حول التمويل نتيجة الانقسامات الحزبية، وهو ما أثار مخاوف واسعة بشأن استقرار الاقتصاد الأمريكي وتأثيره على الوظائف الفدرالية.
في الأسواق العالمية، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 3861.99 دولارا للأونصة بعد أن لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3875.32 دولارا، فيما صعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.7% لتبلغ 3901.40 دولارا.
في الوقت ذاته، ظل مؤشر الدولار بالقرب من أدنى مستوياته خلال أسبوع، الأمر الذي جعل المعدن النفيس أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، بينما تراجعت العقود الآجلة في بورصة “وول ستريت”.
الضبابية السياسية والاقتصادية إلى جانب بيانات ضعيفة من سوق العمل الأمريكي دعمت التوقعات باتجاه مجلس الاحتياطي الفدرالي نحو خفض أسعار الفائدة خلال الشهر الجاري بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمالية خفض إضافي في ديسمبر.
وينظر عادة إلى الذهب كأداة تحوط تقليدية في بيئة تتسم بانخفاض أسعار الفائدة نظرا لعدم تحقيقه عوائد مباشرة، ما يعزز جاذبيته الاستثمارية.
وعلى مدار العام، فقد قفز المعدن النفيس بنسبة تتجاوز 47%، ليواصل مساره الصاعد وسط مخاوف متصاعدة بشأن الأوضاع السياسية في الولايات المتحدة وعدم اليقين الجيوسياسي عالميا، كما أن إغلاق الحكومة قد يؤثر على مواعيد صدور بيانات اقتصادية مهمة، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية المنتظر يوم الجمعة، مما يزيد من حالة الترقب في الأسواق.
وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفعت الفضة بنحو 1% لتصل إلى 47.09 دولارا للأونصة مسجلة أعلى مستوى منذ أكثر من 14 عاما، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.2% إلى 1570.85 دولارا، وانخفض البلاديوم 0.7% إلى 1248.45 دولارا.
وعلى صعيد الأسواق الصينية، والتي تعد أكبر مستهلك عالمي للذهب، فقد ظلت مغلقة بسبب عطلة مهرجان منتصف الخريف، ومن المقرر استئناف نشاطها في التاسع من أكتوبر الجاري.
