هشام عز العرب: نسعى لصناعة إرث يعيد صياغة دور البنوك في دعم التنمية والشمول المالي بإفريقيا
كشف هشام عز العرب، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي–CIB، أكبر بنك قطاع خاص في مصر، أن تجربة شخصية بسيطة خلال زيارته الأولى إلى نيروبي كانت الشرارة التي أطلقت رحلة توسع البنك نحو شرق إفريقيا، موضحا أنه خلال عام 2018، وأثناء جولة قصيرة على متن “توك توك” بين شوارع العاصمة الكينية، اكتشف حيوية المدينة ودفء أهلها، وهو ما غير نظرته لكينيا من وجهة سياحية إلى سوق مصرفي واعد.
ويتمتع البنك التجاري الدولي-CIB، المدرج في بورصتي لندن ونيويورك،بحضور قوي في السوق المصري حيث يخدم ملايين العملاء ويمثل محورا رئيسيا للتجارة والاستثمار، وتؤهله قيمته السوقية البارزة للتوسع خارج حدود مصر.
ومع عودة "عز العرب" من رحلته إلى كينيا، أدرك أن الوقت قد حان لبداية فصل جديد في مسيرة البنك الإقليمية، عبر الاستحواذ على بنك “مايفير” الذي كان السياسي بيتر كينيث من أبرز مساهميه.
وأكد الرئيس التنفيذي للبنك التجاري الدولي-CIB، خلال لقاء إعلامي، أن كينيا تمثل نقطة انطلاق استراتيجية نحو أسواق شرق إفريقيا بفضل تعدادها السكاني الكبير، واللغة الإنجليزية المشتركة، والقوى العاملة المتعلمة، فضلا عن بنيتها التحتية المتطورة واستعدادها التكنولوجي.
وأوضح أن الهدف لا يقتصر على توسيع footprint البنك، بل إحداث تحول في الثقافة الائتمانية، عبر تبني الإقراض القائم على التدفقات النقدية بدلا من الاعتماد التقليدي على الأصول كضمانات.
وأضاف عز العرب: “نريد أن نصنع إرثا جديدا عبر الانتقال إلى نموذج يخدم الشركات ذات التدفقات النقدية الواعدة، حتى وإن كانت تفتقر إلى الأصول الكافية، رؤيتنا لا تتعلق بالربح فقط، بل بترك بصمة حقيقية في القطاع المصرفي تدعم نمو الاقتصاد والمجتمع”.
كما أشار إلى أن لقاءاته مع نخبة رجال الأعمال في نيروبي، ومن بينهم كبار مصدري الشاي إلى مصر، عززت قناعته بالإمكانات الاقتصادية الكبيرة للسوق الكيني، قبل أن يوضح أن البنك يستخدم كينيا كمنصة للتوسع في المنطقة، مع خطط لتسهيل حركة التجارة عبر الحدود ودعم الشركات في تنزانيا ورواندا وأسواق شرق إفريقيا الأخرى.
وتقوم استراتيجية نمو البنك التجاري الدولي-CIB في كينيا على زيادة شبكة الفروع، وتقديم حزمة من الخدمات المصرفية الرقمية، إلى جانب الاستثمار المكثف في تقنيات البلوك تشين لتعزيز أمان وكفاءة المعاملات.
كما شدد عز العرب، على أهمية التحول نحو الهويات الرقمية وممارسات “اعرف عميلك” (KYC) باعتبارها عناصر أساسية في مستقبل العمل المصرفي.
واختتم عز العرب، خديثه، قائلا: “هدفنا أن نصبح بنكا من الفئة الثانية خلال خمس سنوات، مع طموح للتقدم إلى الفئة الأولى، لكن الأهم أننا نسعى لترك إرث حقيقي في إفريقيا، إرث يعيد صياغة دور البنوك في دعم التنمية والشمول المالي".
