البنك الدولي: تلوث الهواء في القاهرة الكبرى يكبد الاقتصاد 1.35% من إجمالي الناتج المحلي
الكاتب
كشفت دراسة للبنك
الدولي عن تكلفة التدهور البيئي حيث قدرت أن تلوث الهواء في القاهرة الكبرى حاليا يكبد
الاقتصاد المصري ما يعادل 1.35% من إجمالي الناتج المحلي سنويا (هذا باحتساب الخسائر
على الصحة في القاهرة الكبرى فقط).
وبحسب البنك
الدولي تمثل معرفة نصيب كل مصدر في التلوث بالتفصيل خطوة أولى مهمة، وفي حالة مصر،
يأتي ما يقرب من ثلث المكونات الوائية للجسيمات الدقيقة (PM10)العالقة
الملوثة من وسائل النقل، ويأتي ثلث آخر من حرق النفايات (المخلفات الزراعية والبلدية)،
فيما يأتي الباقي من مصادر مختلفة في قطاعات الزراعة والصناعة والطاقة.
وأشار البنك إلى
أن مصر حققت تقدما على صعيد التصدي لحرق المخلفات
الزراعية، على سبيل المثال، بالإيعاز للمزارعين بتغيير سلوكهم من خلال شراء قش الأرز
الذي كانوا يحرقونه في السابق.
واتخذت مصر خطوات نحو
الحد من الانبعاثات المرورية، وسنت مؤخرا تشريعا لإرغام السيارات القديمة على الخروج
من الخدمة.
كما افتتحت خطا ثالثا
للمترو وقلصت دعمها لأسعار الوقود، ومن شأن فهم أي السياسات نجحت في الحد من تلوث الهواء
أن يساعد بدرجة هائلة في تصميم السياسات في المستقبل.
ووفقا للبنك ساعدت
خوارزميات التعلم الآلي في تقييم أهم إجرائين قامت بهما الحكومة- افتتاح الخط الثالث
للمترو، وإلغاء دعم للوقود. وبمجرد أن تبين تأثير انخفاض عدد السيارات على الجسيمات
العالقة (PM10) باستخدام العلاقة بين التركيز والاستجابة من دراسة الأمراض الوبائية،
قدر أن هاتين السياستين اللتين تم تطبيقهما قد أسهمتا في تجنب المئات من حالات الوفاة
المبكرة سنويا.
وبمواصلة تنفيذ كل
هذه الأنواع من السياسات، ستتمكن مصر أيضا من تحسين مستوى الأحوال المعيشية والصحية
للمواطن.
ووفقا للدراسة فإن تشغيل الخط الثالث للمترو أدى إلى انخفاض الجسيمات الدقيقة العالقة بنسبة
3%، وانخفاضها بنسبة 4% تقريبا بعد الموجتين الأولى والثانية من إلغاء الدعم على الوقود.
وفي إطار استراتيجية التنمية المستدامة: مصر 2030، تعهدت الحكومة بتخفيض تلوث
الهواء الناجم عن الجسيمات الدقيقة العالقة بمقدار النصف بحلول عام 2030، وتشير
الدراسة إلى أن ثمة تحسينات كبيرة تمت على الطريق لتحقيق هذا الهدف، حيث انخفضت درجة
تركز الجسيمات الدقيقة العالقة الملوثة للهواء في القاهرة بنحو 25% على مدى العقد الماضين
ورغم هذه التحسينات، مازالت مستويات التلوث في المدينة أعلى بمرات عديدة عن تركيزات
الانبعاثات للقيم المستهدفة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وأعلى من الإرشادات
الوطنية، ومن ثم فمن الأهمية بمكان ألا تفقد الزخم وأن تستمر في البناء على ماتحقق
حتى الآن.



