مصر تواجه مخاطر "كورونا" بالتوسع في الشمول المالي
الكاتب
قال "رانيا المشاط" وزيرة
التعاون الدولي، إن الحكومة المصرية تعاملت مع أزمة كورونا المستجد
"كوفيد-19" بالاعتماد على إصلاحات اقتصادية هيكلية من أجل تمكين المزيد
من مشاركة القطاع الخاص والشمول المالي، والمرتبط بإتاحة الخدمات عبر الإنترنت
والهاتف، مثل توصيل اعتمادات التضامن الاجتماعي والتعليم.
وأكدت اتخاذ خطوات أسرع لتفعيل هذه
الإصلاحات في التعاون مع المؤسسات الدولية والتعاون الثنائي مع مختلف الدول، لافتة
إلى أن أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد تدفع صانعي السياسات ليصبحوا أكثر
ابتكاراً في التعامل مع الأزمة، إذ تمثل تحدياً لجميع الدول.
وحول تأثيرات فيروس كورونا المستجد على
العالم، قالت "المشاط"، إن الجانب الإيجابي هو قدرة المواطنين على
التغير، حيث أثبتوا تمكنهم من التحول السريع للعمل والدراسة من المنازل. وتابعت:
"لا أحد يصدق أن الحكومة كانت لتسمح لموظفيها بالعمل منزلياً، فأصبح الكثيرون
منتجين أكثر من ذي قبل، وتم تجنب إهدار الوقت والجهد على الطرق".
وقالت إن الجانب السلبي يتمثل في أن
الوباء كان مفاجئاً بالنسبة للشركات والحكومات، وأصبح علينا أن نستعيد رحلات
الطيران والسياحة ومراكز التسوق والمطاعم، فهناك بعض المجموعات التي تأثرت أكثر من
غيرها.
وبالنسبة لقارة إفريقيا، قالت:
"عندما أفكر في إفريقيا أجد أنها القارة المعرضة للمعاناة أكثر من غيرها بفعل
صدمة هبوط أسعار النفط، وتأثر سلاسل التجارة؛ فعلى سبيل المثال أثر تراجع استهلاك
الشوكولاتة في أوروبا على أرباح مزارعي الكاكاو في إفريقيا".
واعتبرت أن الحديث وتبادل الخبرات بين
الدول حول سبل مواجهة الوباء المختلفة من ضمن الأساليب الهامة لتخطي الأزمة.
وفيما يتعلق بمساعدة اللاجئين داخل مصر
على التأقلم مع أزمة كورونا، قالت إن بلادها لديها طبيعة خاصة في استقبال من يطلق
عليهم "لاجئون" في كثير من الدول الأخرى، فهي لم تصنفهم مطلقاً كلاجئين
بل مهاجرين يقدر عددهم بحوالي 5 ملايين شخص من سوريا والسودان واليمن، وهم لا
يعيشون في معسكرات أو خيام، بل وسط المصريين.
وحول إمكانية أن يعصف الوباء بالإصلاحات
التي قامت بها مصر لعودة ازدهار قطاع السياحة، أكدت أنها عندما تولت حقيبة وزارة
السياحة في يناير 2018، وضعت خطة متكاملة على أن تتواصل بغض النظر عن استمرارها في
المنصب، مضيفة أن الجهد الذي بذل وضع مصر في منطقة أخرى عالمياً على خريطة السياحة.
وأشارت إلى أن الحكومة وقفت إلى جانب هذا
القطاع بكل قوة منذ بدء الأزمة، من منطلق التفكير في أهميته البالغة، وتخطط
لاستعادته بعد انتهاء الوباء، قائلة: "نأمل أن يستمر ما حققته مصر كعلامة
متميزة في سوق السياحة العالمية خلال العامين الأخيرين".