مذكرة تفاهم بين بنك الكويت الوطني - مصر ووزارة البيئة لإنشاء 61 وحدة غاز حيوي بسوهاج
شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة توقيع مذكرة تفاهم بين بنك الكويت الوطني - مصر ومؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة التابعة لوزارة البيئة، لدعم إنشاء 61 وحدة غاز حيوي (منزلية وتعليمية) بمحافظة سوهاج، عقب نجاح التجربة بمحافظة المنيا، ومن أجل تعميم تكنولوجيا الوقود الحيوي في صعيد مصر.
وحضر التوقيع ياسر عبد القدوس نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لبنك الكويت الوطني، والدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج، ومصطفى سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ومحمد عثمان رئيس قطاع وزارة التضامن، وممثلين عن وزارات التنمية المحلية والإنتاج الحربي والتجارة والصناعة ونائب عن محافظة سوهاج، وعدد من القيادات المعنية بوزارة البيئة، وذلك
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد إن هذا التعاون يأتي في إطار دعم جهود الدولة نحو تحقيق المشروع القومي لتطوير قرى الريف المصري، عبر تعميم تجربة إنتاج الوقود الحيوي من المخلفات العضوية في جميع القري المصرية بمختلف محافظات مصر.
وأضافت أن المبادرة سينفذها داخل قرى محافظة سوهاج عدد من الشركات الناشئة، والتي تقدمت عبر مناقصة تم طرحها لاختيار أفضل العناصر المنفذة، وبذلك تشمل النتائج المتوقعة لهذه المبادرة توفير فرص عمل خضراء، وتحسين الظروف المعيشية في قرى محافظة سوهاج.
وأوضحت فؤاد أن تكنولوجيا البيوجاز، هي تجسيد لفكرة الاقتصاد الدوار والاقتصاد الأخضر، مشيدة بالدور العظيم لمجلس النواب في اعتماد قانون تنظيم إدارة المخلفات، والتي تقوم فلسفته ليس فقط على الإدارة المتكاملة للمخلفات، ولكن أيضًا الشراكة مع المجتمع المدني والنظر لقضية المخلفات من منظور اقتصادى وليس فقط من المنظور البيئي.
وتابعت: "وتعد مشروعات البيوجاز مثالا لذلك، فهذا التعاون الذى نحن بصدده اليوم يعكس الشراكة الحقيقية بين المجتمع المدنى ومؤسسات الدولة والمواطنين من أهالي القرى التي سيتم تنفيذ المشروع بها والمؤسسات التعليمية فهو نموذج يعكس أننا جميعًا شركاء لتنمية هذا الوطن، وهو ما تسعى إلى تحقيقه القيادة السياسية".
وكشفت وزيرة البيئة أن مصر قد نجحت أيضًا بمثل هذه المشاريع في تخفيض الانبعاثات، وهو ما سيساهم فى حل مشكلة تغير المناخ، فوحدات البيوجاز تعمل على تقليل حرق المخلفات، وبالتالي تقلل من الانبعاثات. مشيرة إلى أن هذا النموذج يعكس أن الدولة والحكومة المصرية بأطيافها كافة قادرة على ربط مشكلة محلية في أصغر قرية بالريف المصرى عبر مبادرة حياة كريمة للمساهمة ودعم قضية عالمية مثل تغير المناخ.
وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مثل هذه المبادرات تهدف إلى تحقيق رؤية مصر 2030، والتي تشمل الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري عبر دعم المجتمعات الريفية ورفع مستوى المعيشة بتوفير مصدر اقتصادي ومستدام للطاقة، وأيضًا دعم الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لكل المصريين، كما تشمل الرؤية تحقيق اقتصاد تنافسي متنوع عبر إنشاء وحدات تعليمية داخل مجموعة من المدارس الزراعية وجامعة سوهاج، بهدف تطوير التعليم الفني الزراعي، والذي سيترتب عليه خلق فرص عمل خضراء ستعزز من تحسين بيئة الأعمال وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، إضافة إلى الاستعانة بشركات ناشئة في عملية تنفيذ الوحدات.
وتابعت: "وأيضًا الحفاظ على نظام بيئي متكامل عبر دعم التوافق البيئي وتوفير الغاز الحيوي كمصدر للطاقة النظيفة وسماد عضوي عال الجودة، ما يؤدي إلى نشر الفكر البيئي داخل المجتمعات الريفية والحث على استخدام العلم والابتكار للرفع من المستوى المعيشي داخل القرى المصرية".
وبموجب البروتوكول، يدفع بنك الكويت الوطني - مصر تكاليف التنفيذ إلى مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة، في صورة منحة تقدر 1.500.000 جنيه (مليون وخمسمائة ألف جنيه مصري)، كما سيقوم البنك بالمتابعة الفنية لإنشاء تلك الوحدات بمحافظة سوهاج.
وتختار مؤسسة الطاقة الحيوية الشركات المنفذة ومتابعة التنفيذ والإشراف الفني التام على التنفيذ بجميع مراحله، وتشمل البناء والتشغيل لعدد (57) وحدة منزلية لإنتاج الغاز الحيوي، وسيشارك الأهالي بأعمال الحفر وتجهيز الموقع وملئ المخمر جنبًا إلى جنب مع الشركات الموكلة، وتهدف تلك الوحدات إلى توفير مصدر طاقة جديد، متجدد، آمن، ومستمر للاستهلاك المنزلي، وتحسين الظروف الصحية والبيئية للقرى عبر التخلص الآمن من المخلفات، وإنتاج سماد عضوي غني بالعناصر وتحسين خواص التربة.
كما سيتم البناء والتشغيل لعدد (3) وحدة تعليمية في المدارس الزراعية، على أن تشارك المدرسة مع الشركة الموكلة بأعمال الحفر وتجهيز الموقع وملئ المخمر، وتهدف تلك الوحدات إلى نشر تكنولوجيا الغاز الحيوي في المدارس الزراعية، وتحسين جودة التعليم الفني وجعله مواكباً للتقدم التكنولوجي، وإتاحة التدريبات التطبيقية، بهدف إتقان أداء العمليات الزراعية بكفاءة وفاعلية، وأيضًا البناء والتشغيل لعدد (1) وحدة تعليمية متنقلة في جامعة سوهاج الموكلة إلى المؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية الريفية المستدامة، والتي تهدف إلى معالجة المخلفات العضوية الناتجة عن مطاعم الطلبة والكافتيريا، واستخدام السماد العضوي الناتج عن الوحدة كسماد للحدائق داخل حرم الجامعة.
إضافة إلى نشر تكنولوجيا الغاز الحيوي على مستوى الجامعات لتشجيع البحث العلمي، على أن يتم التنسيق مع محافظة سوهاج في اختيار منازل المستفيدين، والتي سيتم فيها تنفيذ وحدات الغاز الحيوي المنزلية، وأيضًا اختيار المدارس الزراعية، والتي سيتم فيها تنفيذ وحدات الغاز الحيوي التعليمية.
ومن جانبه، قال ياسر عبد القدوس نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك الكويت الوطني، إن تلك المبادرة تعد استكمالاً للتعاون الوثيق بين وزارة البيئة والبنك، والتي بدأت عام 2016 عندما تم إنشاء عدد 60 وحدة بيوجاز بمحافظة المنيا، مشيرًا إلى حرص البنك مساندة الدولة فى دعم القرى المصرية وتطويرها.
وأضاف أن المشروع يروج لعدة مفاهيم جوهرية كالاستدامة والوظائف الخضراء والاقتصاد الدوار، ما يساعد على تحسين المستوى المعيشى وتعزيز جهود الدولة، إذ تعد المسؤولية المجتمعية أحد ركائز البنك لتحقيق الاستدامة عبر تطوير المجتمعات المحلية.
وأوضح الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج، حرص الجامعة على المشاركة في مثل هذه المبادرة، التي تهدف إلى تطوير القرى وتساهم في دعم المستوى الاقتصادى والإجتماعى لتلك القرى الريفية، مشيرًا إلى مشاركة جامعة سوهاج فى كل المبادرات الرئاسية التى تنفذها الحكومة وإلى عمل الجامعة الدائم مع محافظة سوهاج.
وأضاف أن الجامعة ستدعم هذا النموذج سواء عبر خبرات أعضاء هيئة التدريس أو تنفيذ نموذج على مزارع الجامعة يدار عن طريق الجامعة يتعرف منه الأهالي ومؤسسات المجتمع المدني على كيفية تنفيذ هذا المشروع.
وأشار الدكتور على أبو سنة مساعد وزيرة البيئة لشؤون المشروعات، إلى أن المبادرة تهدف إلى دعم القرى الأكثر احتياجًا، فى إطار خطة الدولة لدعم تلك القرى، لافتًا إلى أهمية هذا النموذج الذي يجمع الشراكة بين القطاع المصرفي والحكومي والخاص والأكاديمي عبر الجامعات، إضافة إلى الجمعيات الأهلية.
